الادارة في سطور

يشهد العالم المعاصر تغيرات وتقلبات سريعة ومهمة، فرضتها تحديات العولمة وتناقضاتها، فأثرت في مجتمعنا؛ مما دفع المؤسسات أن تعيد النظر في أساليب استثمار مواردها، وفي أنظمتها، وفي طرق تقييم مخرجاتها، وتبعا لذلك انطلقت المؤسسات التربوية والتعليمية التي تريد أن تنمو وتتميز لاستخدم منهجيات علمية وإستراتيجيات شمولية، تسهم في رسم المستقبل وتخطيطه، وتعمل على تحقيق التنمية الشاملة المستدامة.

إنّ التخطيط التربوي عملية منظمة ومستمرة؛ لتحقيق أهداف مستقبلية بوسائل مناسبة، تعتمد على مجموعة من القرارات والإجراءات الرشيدة لبدائل واضحة وفقاً لأولويات محددة ومدروسة، واستثمار أمثل للموارد والإمكانات المتاحة، وصولاً إلى نظام تربوي أكثر كفاءة وفاعلية يلبي حاجات المتعلمين، ويسرع في معدلات التنمية، ويخلق الرغبة بالتقدم.

وانطلاقاً من تبني وزارة التربية والتعليم في الأردن لرؤية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المستقبلية وسعيه إلى"خلق نظام تربوي يحقق التميز والإتقان والجودة من خلال استثمار الموارد البشرية والفرص المتاحة والمعرفة كثروة وطنية إستراتيجية" بما يتلاءم مع عملية التمكين والممارسة للقيم المضافة في المعارف والمعلومات والاتجاهات نحو الاقتصاد المبني على المعرفة، فإن إدارة التخطيط والبحث التربوي تتبنى المنحى التكاملي والشمولي في التخطيط المشترك مع الإدارات الأخرى والقطاعات الفرعية في المؤسسات ذات العلاقة في القطاعين العام والخاص، من أجل المشاركة وتحمل المسؤوليات؛ لضمان مستوى عال في الأداء، يسهم في تحقيق أهداف الوزارة.

ومن هنا فإن إدارة التخطيط والبحث التربوي تعُد عملية التخطيط التربوي الاستشرافي من أولى العمليات وأهمها لوضع التدابير المستقبلية التي تسعى الوزارة إليها، وتحديد الأنشطة التربوية الرئيسة اللازمة؛ لضمان عمليات الإشراف والمتابعة من جهة، ومواجهة ما يطرأ على النظام التربوي من مستجدات من جهة أخرى، سعياً لتحقيق أهداف النظام التربوي ورؤاه وأهدافه المرسومة مسبقاً.

وتنبع أهمية المسؤولية الملقاة على عاتق إدارة التخطيط والبحث التربوي في الوزارة من طبيعة العمل الذي تمارسه باعتماد منحى التخطيط الإستراتيجي بما يسهم في بناء نظام محوكم لمنظومة التربية والتعليم مبني على قرار تربوي رشيد، يأتي نتاجاً لعمليات مخططة، وبمشاركة المعنيين جميعاً في المنظومة التربوية التي تستند إلى قيمنا الإسلامية والعربية الأصيلة.

ولتحقيق ذلك، تسعى إدارة التخطيط والبحث التربوي بكوادرها البشرية وإمكاناتها إلى تبني منهجيات البحث العلمي والتربوي الذي يفضي إلى الإسهام في رسم سياسات معتمدة على النظم المعلوماتية والبشرية والمالية، تُترجم إلى خطط إستراتيجية عملية عقلانية، تمكن الوزارة من الاستخدام الأمثل لمواردها، والاستجابة التامة للفرص التي تتاح لها في بيئتها الداخلية والخارجية، وتكفل تحقيق رؤية الوزارة ورسالتها وأهدافها المستقبلية بكفاءة وفاعلية عاليتين.