accessibility

المملكة الاردنية الهاشمية

وزارة التربية والتعليم

إمكانية وصول الأشخاص ذوي الإعاقة

تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
تجاوز إلى القائمة الرئيسية
تغيير ألوان الموقع

home

دمج الطلبة ذوي الاعاقة بين الحلم والواقع.....

الرئيسية/الاخبار / دمج الطلبة ذوي الاعاقة بين الحلم والواقع.....

شارك

الاثنين, كانون الأول 8, 2014

 

 

دمج الطلبة ذوي الاعاقة بين الحلم والواقع....

بقلم سمو الامير مرعد بن رعد*

أميرة تلك الطفلة التي لم يتجاوز عمرها الخمس سنوات ولم تلتحق باي روضة من رياض الاطفال وتنظر بكل شغف الى تلك اللحظة التي تحمل به حقيبتها المدرسية مثل بنت جيرانهم وفاء وتتناول سندويشتها ومصروفها اليومي لتذهب الى المدرسة.

اميرة التي تقضي جزءا كبيرا من وقتها تلعب مع وفاء التي تحب لعبة المدرسة ودائما في اللعبة وفاء هي المعلمة  واميرة الطفلة الرائعة هي الطالبة التي تتلقى بكل شغف ما تجود به نفس وفاء لتعليمها اياه.

وفي الوقت الذي تذهب فيه وفاء الى الروضة تقف اميرة تنظر اليها من النافذة وتلوح لها بيدها مودعة.

تقضي بقية وقتها على التلفاز او تمد يد المساعدة بما تستطيع يداها لوالدتها فترتب سريرها وتمسح الغبار وتجلس بعد ذلك رغم عدم معرفتها بالوقت تنظر الى الساعة حتى يصل عقرب الساعة الكبير الى الاعلى والعقرب الصغير الى الرقم الذي يليه...هكذا علمتها والدتها فهو موعد عودة وفاء من الروضة.

وتكرر اميرة المشهد ذاته يوميا.. تقف امام النافذة تنتظر باص الروضة ليعيد اليها وفاء وما تعلمته وفاء في المدرسة.

وتقف ام اميرة تراقب ابنتها يوميا تكرر نفس المشهد وتبتسم لانها تدرك ان الواقع الذي تعيشه ابنتها لا يمكن ان يستمر.

لابد ان يأتي اليوم الذي تستطيع فيه ابنتها الالتحاق بالروضة مثل اميرة.

وتعود ذاكرة ام اميرة الى اليوم الذي ابلغها فيه الطبيب بان ابنتها تم تشخيصها بمتلازمة داون... ولم تكن تدرك ساعتها ماذا يعني ذلك؟؟؟

فابنتها امامها مكتملة الخلقة والحمدلله...

تعبت كثيرا بعدها لتجد من يشرح لها ماذا يعني ذلك؟؟؟

وكيف يمكن لتشخيص طبيب ان يؤثر على مسار حياة ابنتها...

ومع ذلك نظرت ام اميرة الى الحياة بكل تفاؤل وبدأت مرحلة التأهيل لابنتها واستشارة الاخصائيين ومراجعة المراكز المختصة علها تجد ما يساعدها في تلك المرحلة الحساسة من حياة ابنتها خاصة عندما قرأت عن اهمية التدخل المبكر في تطور ابنتها والحد من الاعاقة.

الاعاقة...كلمة كان من الصعب عليها ان تتقبلها...بحثت ام اميرة عن كلمات مرادفة واخف وطأة منها فلم تجد الا ان ابنتها مختلفة عن غيرها وهذا الاختلاف لا يعيبها.. ولا يقلل من شأنها ...فكلنا مختلفون عن بعضنا... ولكل منا ميزاته التي ينفرد بها عن الاخرين...فلماذا اذا لا تقبل بهذا الواقع وتعايشه.

 

وهكذا حصل....

وبحكم معرفتها واتقانها للغة الانجليزية...لجأت ام اميرة الى المواقع الالكترونية الاجنبية علها تجد فيها ما يجيب عن أسئلتها الكثيرة....

اطلعت على التجربة البريطانية في دمج الاطفال في المدارس ورياض الاطفال ووجدت ان البيئة التعليمية تخصص برامج ريادية لتعليم الاطفال وتنمية قدراتهم ودمجهم منذ المرحلة المبكرة في عمرهم وحتى مراحل تعليمية قد يظنها البعض متقدمة ولكنها تمكنت من اعداد الطلبة للدمج والعيش المستقل في المجتمع بتبنيها لبرامج تعليمية وتأهيلية تتناسب مع قدراتهم .

اذا يمكن لابنتي ان تحقق حلمها بالذهاب الى الروضة...هكذا ظنت ام اميرة...لتواجه بعد ذلك اعتذار مديرة الروضة التي تلتحق بها ابنة الجيران عن استقبال ابنتها لان المدرسة غير مهيأة لاستقبالها.....

 

فكرت ام اميرة...غير مهيأة؟؟؟؟

 

مشكلة من هذه؟؟؟

ولمذا يجب ان تحرم ابنتي من حقها في التعليم لان الروضة غير مهيأة؟؟؟؟ ومن قام اصلا بترخيص روضة وهي غير مهيأة؟؟ ومن يتحمل مسؤولية ذلك؟؟؟

الم تكفل الاتفاقيات الدولية والقوانين المحلية حق الجميع في الحصول على التعليم  وعدم استبعاد الشخص من اي مؤسسة تعليمية على أساس او بسب الاعاقة؟؟؟؟

حاولت ام اميرة مع اكثر من مديرة روضة لتسجيل ابنتها وكان دائما الجواب نفسه الرفض لاعذار مختلفة لكنها تدرك ان جميع تلك الاعذار تصب في نفس القالب...الاعاقة كما يسمونها.

هل تهاجر من البلد لتتمكن ابنتها من تحقيق حلمها؟؟؟

هل من حل اخر؟؟؟؟

ويبقى السؤال نفسه الذي تطرحه العديد من امهات الاطفال ذوي الاعاقة في حق ابنائهم في الحصول على التعليم الذي يكفل حقهم في العيش في مجتمع دامج يتقبل الاختلاف ويسعى لدمج الجميع حسب ما نصت عليه الاتفاقية الدولية لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة وقانون حقوق الأشخاص المعوقين.....

وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها وزارة التربية والتعليم بصفتها المظلة الاساسية للتعليم في الاردن بموجب القانون...الا ان تلك الجهود لا تزال متواضعة وعاجزة عن توفير التعليم لشريحة واسعة من ابنائنا من ذوي الاعاقة. وربما ان وزارة التنمية الاجتماعية ومراكزها المتعددة التي تخدم الطلبة ذوي الاعاقة والجمعيات والمراكز الخاصة التي تم ترخيصها من الوزارة لا تزال بحاجة الى تطوير خدماتها وبرامجها بما يضمن وصول الطلبة في النهاية الى مقاعد الدراسة اسوة بغيرهم من الطلبة من غير ذوي الاعاقة...فالطلبة ذوي الاعاقة ليسوا حكرا على تلك المراكز والمؤسسات وانما يجب ان يكون التحاقهم بتلك المؤسسات مرحلة تحضيرية وتكميلية لمرحلة اهم وهي التحاقهم بالمدارس.

* رئيس المجلس الاعلى لشؤون الاشحاص المعوقين و المبعوث الخاص لاتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد

Print

كيف تقيم محتوى الصفحة؟

حق الحصول على المعلومة
استثمر في الأردن
المركز الوطني للأمن السيبراني